::+::احذروا نملة السمسوم ::+::

احذروا نملة السمسوم

بين يديّ تحذير أصدره الأطباء السعوديون من نوع سام جدا من النمل الأسود يسمى (نمل السمسوم) انتشر مؤخرا في عدة مناطق من المملكة العربية السعودية، تتسبب لدغته في الإصابة بمضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة في بعض الأحيان إذا لم يتم تشخيص ومعالجة الإصابة بطريقة صحيحة. التحذير تضمّن أيضا ضرورة الانتباه إلى الفواكه والخضراوات المعبأة في كراتين أو
صناديق ورقية أو بلاستيكية أو غيرها لأنها إحدى الوسائل الأكثر تسببا في انتقال (نمل السمسوم) السام بين الدول، لهذا يجب على المشتري أن يقوم بتفريغ محتويات الصناديق من الفاكهة والخضراوات في أكياس بلاستيكية قبل نقلها إلى المنزل، ثم وضعها في حوض ماء للتخلص من الشوائب وبيض الحشرات الذي يمكن أن يكون عالقا بها، ثم غسلها جيدا لتنظيفها من المواد الكيميائية والمبيدات المستخدمة في رش المنتجات الزراعية على اختلاف أنواعها. التحذير المذكور أطلقه عدد من الأطباء السعوديين بعد رصد حالات من الإصابة بلدغة النمل السام في المنطقة الشرقية والرياض ونجران.. أولاها كانت حالة لإحدى الموظفات بمستشفى حكومي في الرياض تم نقلها إلى العناية المركزة إثر إصابتها بلدغة تلك النملة السامة، وكان ذلك بداية اكتشاف وجود هذا النوع من النمل في العاصمة السعودية، تلتها حالات عديدة في مناطق أخرى. وقد أثار ذلك اهتمام أحد الباحثين السعوديين الذي أجرى دراسة أكدت أن النملة السوداء (نملة السمسوم) التي دخلت إلى الأراضي السعودية حديثا نسبيا تم تسجيلها وجمعها من مناطق عدة في المملكة، وقد سبق رصدها وتسجيلها في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر واليمن. وأكد الباحث الدكتور محمد صالح الخليفة من قسم علم الحيوان بكلية العلوم بجامعة الملك سعود أن لدغات هذا النوع من النمل شكلت مؤخرا ظاهرة يومية حيث إن العديد من أقسام الطوارئ في المستشفيات تستقبل عددا ممن لدغهم ذلك النمل السام. وأرجع الدكتور محمد صالح سبب دخولها المملكة إلى عدة أسباب منها: التبادل التجاري، والوافدون إلى المملكة للعمل أو للزيارة أو للعمرة أو للحج، خاصة أن البقاع المقدسة تشهد أكبر تجمع إسلامي أثناء موسم الحج، وأمام هذا الكم الكبير من الوافدين مع تفاوت العادات والمستويات الاجتماعية والسلوكية والوعي الصحي فمن الطبيعي أن تنتقل معهم العديد من الظواهر غير الصحية التي يجب الحذر منها. السؤال هنا: ما مدى قابلية انتقال هذا النوع من النمل السام إلى البحرين عن طريق التبادل التجاري مع السعودية والإمارات وقطر واليمن التي نستورد منها العديد من السلع والبضائع والمواد الغذائية والاستهلاكية، خاصة الفواكه والخضراوات الطازجة؟! وهل تم رصد حالات إصابة بلدغات هذا النوع من النمل السام في البحرين؟ وهل يستطيع أطباؤنا بسهولة تشخيص الإصابة بلدغات (نملة السمسوم) غير المألوفة في بيئتنا البحرينية؟ وما هي الاحترازات التي يتم اتخاذها لمنع انتقال هذا النوع من النمل وغيره من الحشرات السامة إلى البحرين عن طريق شحنات البضائع المستوردة من كل بلاد الدنيا؟! أرجو أن تكون السلطات الصحية في بلادنا قد اتخذت الإجراءات الكافية لحمايتنا من مخاطر انتقال الحشرات السامة وغيرها عبر التبادل التجاري المتزايد بيننا وبين مختلف الدول، مع تشديدنا على ضرورة تكثيف التوعية الصحية في هذا المجال.